جوزي بيخونني
اكتشفت دا لمّا رجعت البيت فجأة في ميعاد غير ميعادي عشان اتفاجئ إنه هو كمان رجع البيت بدري، كُنت سامعه صوتهم، دخلت بهدوء واتحركت في البيت بحرص وبطء، فتحت باب الأوضة وشُفتهم، كانوا مشغولين لدرجة إنهم ما أخدوش بالهم مني غير بعد دقايق، لحظات مرّت وهو بيبصلي بخوف، بعد عنها بسُرعة وهو بيحاول يتكلّم
كانت واحدة من أقرب وأق دم أصدقائه، وأنا كان سَبَق وقابلتها أكتر من مرة قبل كدا، أنا فاكرة كمان في مرة كُنا معزومين عندها هي و زوجه ا على العشا في بيتهم، يعني ببساطة مكانتش شخص برئ جوزي ضحك عليها وقالها إنه أعزب، دي عارفاه وعارفة كويس إنه متجوّز
حاول يشرح أو يبرّر لكني شاورتلي بصابعي علي فمي عشان يسكُت تمامًا
لمّا سكت قُلتله بهدوء: " الأكل جاهز، تعالوا كلوا "
وقفوا جنب السرير مكانهم، مش عارفين المفروض يعملوا إيه
قُلتلهم بهدوء: " تعالوا أقعدوا هنا، في أكل لينا كُلنا، الأكل هيكفي "
قعدوا بهدوء
جوزي بدأ يتكلّم: " حبيبتي، أنا ... أنا مش عارف أقول إيه، إحنا ... الموضوع ... الموضوع حصل غصب عننا فجأة "
هزيت راسي، إديت لكل واحد فيهم طبق ه وقعدت أدامهم أتفرّج عليهم وهُمّا بياكلوا، كانوا بياكلوا كأنهم مشافوش أكل قبل كدا، كُل واحد فيهم باصِص في طبقه وبياكل في صمت، أنا ع امل ة مكرونة سباجيتي بالصلصة، وجبته المُفضلة، وعلى ما يبدو هي وجبتها المُفضلة هي كمان
كان باصصلي، بيدوّر على الكلام المُناسِب اللي المفروض يقوله، وهي كانت قاعدة ساكتة، باصّة في طبقها ومش قادرة ترفع وشها
سألتهم: " بقالكم أد إيه سوا؟ "
رد بسُرعة: " حبيبتي، أنا عايزك تعرفـ ... "
صرخت فيه: " أنا بسأل ... بقالكم أد إيه سوا؟ "
خلاني صرخت بغضب، وأنا مكُنتش عايزة أصرخ، هي شهقت بخوف وكأني هضربها
قال: " تلت شهور ... إحنا بس كُنا بنتكلّم ... والأمور تطوّرت بسُرعة "
فجأة بدأت تعيّط وهي بتقول: " أرجوكي ... أرجوكي بلاش تقولي ل زوج ي "
بدأت أضحك، دمها خفيف أوي، بس بصراحة عرفت تكون عشيقة لعوب باقتدار، ورغم كدا مازالت خايفة على جوازها، جوزي حاول يستعيد سيطرته على الأمور، لكن أنا كُنت في حالة هيستيرية، بدأت أعيّط من غير ما أحِس، مكُنتش قادرة أتنفس بشكل كويس
جوزي حس إني بفقد سيطرتي على الأمور، فقرر إن دا الوقت اللي هو يسيطر فيه، وقف وهو بيمسك إيدها وبيقول: " أنا مش هعمل دا، يلا بينا "
سألته وأنا بضحك بسُخرية: " إنت بتعمل إيه؟ "
رد ببساطة: " همشي، هوصلها بيتها وأرجعلك نتكلّم سوا "
قلتله: " إنت مش هتخرج من هنا بالبساطة دي، مش بعد اللي عملتوه سوا "
صوته بدأ يبقي أهدى، قرّب مني خطوة وهو بيقول: " أنا غلطت، أنا عارف إني غلطت، بس هي ... هي متساويش أي حاجة بالنسبة لي ... أنا بحبك، إنتي كُل حاجة بالنسبة لي، أنا بس ... مش عارف ... أنا بس غلطت "
قُلتله: " بس دي مكانتش غلطة! إنت مش يتغلط! إنت كُنت عارف ومُتأكّد إنك بتعمل علاقة مع واحدة متجوزة "
حاولت تتكلّم هي: " والله الغلط مش مننا، إنتي اللي المفروض كنتي تسمعيه وتتكلمي معاه شوية، بلاش تلوميه بالشكل دا، لومي نفسِك الأول "
قُلتلها بغضب من بين سناني: " إياكي تتكلمي على جوزي بالشكل دا، إنتي مش عارفة حاجة "
هي كمان قالت بغضب: " من الواضح إني عارفة عنه أكتر ما إنتي تعرفي "
هو قرّر يتدخل في اللحظة دي، مسك إيدها مرة تانية وهو بيقول: " يلا بينا، أنا هوصلِك البيت "
وقفت أدامهم عشان أقطع عليهم الطريق
أمرتهم بقسوة: " لا ... اقعدوا ... حالًا "
قعدوا على الكراسي مرة تانية، مش هكذب عليكم وأقولكم إني كُنت لطيفة معاهم، لا ... أنا كُنت ماسكة في إيدي سكينة الخضروات الضخمة وبهددهم بيها
أمرتهم: " كلوا "
بصولي في صمت، صرخت فيهم بقوة: " كلوا! "
بدأوا ياكلوا
في النهاية وبعد الأكل قعدنا نتكلّم، هي كانت بتعيّط بحُزن وخوف، وهو كان بيتصرّف بسخافة
كان بيترجاني وهو بيقول: " أنا عُمري ما أذيتك، مش عاوز أخسرك، أنا بحبك "
قُلتله وأنا بحضنه: " متخافش، مش هتخسرني، أنا مش هروح في حتة "
قعدت معانا طول اليوم ، وإتكلمنا سوا، عملتهم حاجات يشربوها، وبالليل إتعشينا سوا
بالليل نمنا في سرير واحد، والموضوع فضل كدا كُل يوم
كُل ليلة، بننام سوا في نفس السرير، مكُنتش خايفة خلاص يخونني معاها تاني، لأن هو وعشيقته تحت عيني طول الوقت ومش بيغيبوا عن نظري
بعد فترة بدأ يبقي قذر، مش عارفة ليه؟
بس هو يستاهل، هو كان عايز يكون معايا، وعايز يكون معاها، وفي بيتنا، وفي سريرنا، وأنا سمحت لهم يعملوا كل الحاجات دي
ساعات كُنت بشوفه وهو بيعيّط، عشان منساش صحيح، أنا خدت تليفون اتهم، وبدأت أشتغل من البيت عشان مسيبهمش لوحدهم أبدًا، ساعات كان بيترجاني أبعدها عنه، مش قادر يشوفها طول الوقت
في النهاية كان بدأ يقرف منها ومن فكرة وجودها
وأنا موافقاه، وافقت في الآخر آخدها أوديها لجوزها، لمّا شافها إنهار وبدأ يعيّط، بصراحة مقعدتش كتير، معنديش وقت، أنا سبتها أدام البيت ووقفت أبُص عليهم من بعيد، من وسط الأشجار، كُنت حريصة جدًا، ركنت عربيتي وسط الغابة عشان محدش يشوفها، كُنت مُتأكدة إنها مش هتقوله كانت فين طوال الأسابيع دي، مش عشان حاجة، عشان بس ميكتشفش إنها بتخونه
لمّا رجعت البيت، جوزي كان في حالة نفسية سيئة، بس على الأقل أحسن من الأول، لسّه محبوس في البيت ومش هيخرُج دلوقتي
الحاجة الوحيدة اللي هحتاجها هي ملايات سرير جديدة، عشان للأسف جُثتها وهي بتعفّن بوظت الملايات القديمة
.
طالما وصلت لهنا يهمني اقولك ملحوظة مهمة: دي مش رواية ... دي قصة مترجمة من القصص الحقيقية اللي بيترجمها محمد عصمت...