كانت تُعاني من فرط الغيرة و الحساسية من مع امل ة أُمها لأشقائها، فكانت تشعر بالغيرة عند تفضيل أحد والديها لأحد أبنائهم وهي كانت لا تأخذ ذلك التفضيل في أي وقت أخر
أو كانت تلقى تقديرًا منهم ولكن ليس بنفس القدر الذي يتلاقاه أشقائُها.
كانت دائمًا تُ ذكر هم بأن التفرقة بين الأبناء سُحاسبهم الله عليها وأن هذا سيولد كرها بين الأخوات، وهم كانوا لا يسمعون منها أي كلام، وأي شئ كانت تقوله كان الرد عليها كالأتي(كفى غيرة وحقد على أخوتك كفى كراهية، تمني لهم الخير كما تتمنيه لنفسك)
تنص دم من الرد وتصمت ولا تعلم ماذا تقول، والأن أصبحت لا تقدر على الصمت، وترد أنها حقا كرهتهم
كرهتهم جميعا لأنها لا تجد التقدير كما يجدونه هم، لأنهم أصبحوا يأخذوا حقوقها علنًا والوالدان يُساندوهم على قراراتهم الخاطئة قبل السابقة خوفًا من أن يُغضبوا الأبناء
لدرجة أن هذه ال فتاة أصبحت تتمنى أن تعيش وحيدة بدون أي أحد لكي ينصرف هذا الظلم عنها للأبد
وفي هذه الأوقات كانت كل يوم تحلم بحلم واحد يتكرر معها وهو أن والدتها تموت وتحزن عليها حزنًا شديدًا
هي كانت تعشق والدتها حقًا ولكنها لا تعرف كيف تتحدث معها فعلاقتهم ليست قوية ولا تعرف كيف تُقويها لأن الأم تصد كل تصرفاتها وتُقلل منها وتُهدم عزيمتها وتُفضل أبنائها الاخرون عنها
فهي تخاف من فقدان أمها وتعبت من هذا الإهمال والجفاف الذي تلقاه من أقرب الناس إليها وهم أهلها
فهل أقرب من الأهل؟
لا أعلم
ولكني أظنهم أقرب الأقربين، ولكن الغرباء معاملتهم أفضل وإحساسهم بنا أقرب
فلماذا هذا الجفاء
كثيرًا مانود أن نُعانق من نحبهم ولكننا نخجل منهم، نخجل من أن يقللوا من مشاعر نا وحُبنا لهم وفي نفس الوقت نخاف أن نفقدهم في أي وقت، نخاف أن يرحلوا قبل أن يخبرونا برحيلهم، نخاف أن نقابل الله ونحن مقصرين في حقهم وسألنا الله عنهم، ونقول انها مجرد مشاعر سلبية منهتنا عنهم وعن ودهم
ذلك الإحساس الموحش الذي نشعر به ونحن في عقر دارنا وسط من أنجبونا وتربينا على أيديهم ولا نقدر على محاداثتهم ولا نقدر على أن نخبرهم ما في قلوبنا، لان الحواجز تم بناؤها من قِبَلُهم
إذا كانت هناك من تمر بمثل هذه الحالة فلتحاول تغيرها بقدر المستطاع ومن منكم تعرف حل لهذه المشكلة فلتخبرنا به
دمتن قويات
بقلم\إسراء إبراهيم
المصدر حياة